
مسؤولة h
1447-02-04 03:35:32 م
خطوبة بلا فلاتر
كيف تعيشين فترة الخطوبة بصدق ووعي؟
في عصر امتلأت فيه الصور بالتعديلات والفلاتر، لم تسلم حتى العلاقات من الزيف والمثالية الزائدة.
فترة الخطوبة، التي من المفترض أن تكون بوابةً للتعارف والتقييم الحقيقي، تحوّلت عند البعض إلى مشهد تمثيلي مزيّن بالكلمات المنمّقة والتصرفات المصطنعة.
لكن، ماذا لو عشنا الخطوبة بلا فلاتر؟
بلا تزييف للمشاعر، بلا إخفاء للعيوب، بلا تمثيل لدور ليس حقيقيًا؟
هذا ما نحاول اكتشافه هنا.
🔹 أولاً: ما المقصود بـ "الفلاتر" في الخطوبة؟
"الفلاتر" في العلاقات لا تختلف كثيرًا عن تلك المستخدمة على الصور:
تُظهر لنا نصف الحقيقة، وتُخفي الكثير مما يجب أن نراه بوضوح.
أمثلة على هذه الفلاتر:
- الفلتر العاطفي: المبالغة في الحب دون وضوح في التفاهم أو التوافق.
- الفلتر السلوكي: إخفاء الطبع الحقيقي والتصرف بما يرضي الطرف الآخر فقط.
- الفلتر الاجتماعي: التظاهر بأن العائلتين في انسجام تام، رغم وجود تحفظات أو مشاكل.
- فلتر السوشيال ميديا: تصوير الخطوبة كأنها حلم وردي خالٍ من أي مناقشات أو خلافات.
🔸 ثانيًا: لماذا نحتاج خطوبة "بلا فلاتر"؟
لأن الحياة الزوجية الواقعية لا تحتمل التجميل طويل الأمد.
إنكِ لا تتزوجين صورة مثالية، بل شخصًا له طِباعه وعاداته ونقاط ضعفه.
وفترة الخطوبة هي فرصتك الذهبية لاكتشاف هذه الجوانب، لا لتجاهلها أو تغطيتها.
الخطوبة الواعية تمنحك:
- وضوحًا في الاختيار
- شجاعة في طرح الأسئلة
- وعيًا ذاتيًا قبل العاطفة
- نظرة عقلانية بعيدًا عن الاندفاع
🔸 ثالثًا: كيف تعيشين خطوبة بلا فلاتر
1.كوني صادقة مع نفسك قبل غيرك
- اسألي نفسك: هل أنا مرتاحة فعلًا؟ هل أستطيع أن أكون على طبيعتي معه؟
- لا تجبري قلبك على القبول خوفًا من "فوات الفرصة".
2. اطرحي الأسئلة الجريئة
- عن القيم، الطموحات، المسؤوليات، وحتى الخلافات المحتملة.
- الخطوبة ليست وقت مجاملات فقط، بل وقت "حوار عميق".
3. راقبي التوافق لا الانبهار
- هل أنتما متشابهان في طريقة التفكير؟ هل تفهمين طريقة تعبيره عن مشاعره؟
- لا تركزي فقط على الانجذاب العاطفي، بل على الانسجام الحقيقي.
4. لا تزيّني صورتك بإفراط
- لا تلعبي دور "الفتاة المثالية"، بل كوني صادقة بطبيعتك وأسلوبك.
- العلاقة الصحية تقوم على التقبّل لا التجميل.
5. استشيري واطلبي الملاحظة من أهلكِ أو المقربين
- أحيانًا تكون عيون الحب "مصابة بالزغللة"، فاستعيني بمن حولك لملاحظة ما قد تغفلينه.
🔸 رابعًا: ماذا لو اكتشفتِ أمورًا لا تعجبك؟
هذا طبيعي!
الهدف من الخطوبة ليس أن يكون كل شيء مثالياً، بل أن تكوني قادرة على التقييم:
- هل هذه العيوب يمكن التعايش معها؟
- هل هو مستعد للنمو والتغيير؟
- وهل أنا مستعدة فعلًا لهذه الحياة؟
ختامًا "خطوبة بلا فلاتر" ليست قسوة، بل حكمة.
ليست تشاؤمًا، بل واقعية.
وليست برودًا، بل نضجًا وصدقًا مع النفس.
فلا تسمحي أن تتحولي إلى نسخة مزيفة لإرضاء الآخر، ولا تقبلي صورة مزينة لا تشبه حقيقتها.
فقط حين تعيشين خطوبتك بلا فلاتر... تعبرين نحو زواج نقي وصادق وآمن.
أ. حنان سعد الحازمي